يقين الخلاص

د. يولد فيك محبة للخدمة:
تجد نفسك تريد أن تخدم الرب وتشهد للآخرين عن محبة الله وخلاص المسبح لك. وسيولد فيك حب لخدمة الرب داخل الكنيسة وخارجها أيضاً، وستريد أن تبذل وتعطي من وقتك، ومن مالك ويصير عمل الرب أهم الأولويات في حياتك.

هـ. العالم حولك لن يفهمك:
هكذا قال الرسول يوحنا: "لا تتعجبوا يا اخوتي إن كان العالم يبغضكم" (1يوحنا13:3). وقد قال الرب يسوع: "إن كان العالم يبغضكم فأعلموا أنه قد أبغضني قبلكم. لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم" (يوحنا18:15،19).
العالم حولك لن يفهم التغيير المفاجئ الذي حدث معك حتى أقرب الأقرباء وخصوصاً لو كانوا لم يختبروا نفس الاختبار الذي اختبرته أنت. هنا انتقلت من عائلة آدم إلى عائلة المسيح، وعائلة المفديين. آمين.

والآن إن كنت حقاً قد سلمت حياتك للرب. فبعد هذه الصلاة أرسل إلينا وعرفنا حتى نساعدك تحافظ على خلاصك الثمين الذي حصلت عليه.
والآن قد تفشل في بعض الأحيان لكن نعمة الخلاص التي فيك سوف ترفض الاستمرار في الفشل وضميرك سيرفض الخطية وسيكون عندك رجاء لتقوم مرة أخرى وتستمر متكلاً على روح الله الذي فيك .. حتى يأتي اليوم ويتم خلاصنا كاملاً عن طريق مجيء المسيح ثانية لفداء أجسادنا (روميه 18:8-24) ونلبس أجساد جديدة مُمجدة ونورانية ونحيا مع المسيح في بيت الآب إلى أبد الآبدين.

أسئلة محيرة والإجابة عليه

السؤال الأول: إن كان الرسول بولس يتحدث عن الخلاص يتم بالنعمة والإيمان وليس بالأعمال، فماذا عن قول يعقوب الذي يتحدث عن الإيمان بدون أعمال ميت؟ هل هنال تضارب في القول والفكر؟

وللإجابة على هذا السؤال أقول .. إننا قد استعرضنا في الجزء السابق فكر الرسول بولس، ولكي ما نستقر عن فكر الرب في رسالة يعقوب علينا أن نقرأ معاً النص من الكتاب المقدس بتأمل أكثر من مرة (يعقوب14:2-26) "ما المنفعة يا اخوتي إن قال أحد إن له إيماناً ولكن ليس له أعمال. هل يقدر الإيمان أن يخلص. إن قال أحد إن له إيماناً ولكن ليس له أعمال. هل يقدر الإيمان أن يخلص. إن كان أخ أو أخت عريانين ومعتازين (محتاجين) للقوت اليومي فقال لهما أحدكم أمضيا بسلام استدفئا وأشبعا ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة هكذا الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته. لكن يقول قائل أنت لك إيمان وأنا لي أعمال. أرني إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالي إيماني. أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون. ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت. ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال إذ قدم اسحق ابنه على المذبح. فترى إن الإيمان عمل مع أعماله وبالأعمال أكمل الإيمان. وتم الكتاب القائل فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً ودُعي خليل الله. ترون إذا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان وحده. كذلك راحاب الزانية أيضاً أما تبررت بالأعمال إذ قبلت الرسل وأخرجتهما في طريق آخر. لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان بدون أعمال ميت".

إن يعقوب يتحدث بالوحي بالروح القدس وكذلك الرسول بولس، فلا يمكن أن يُناقض الروح القدس نفسه. فمن المعروف أنهما يتحدثان عن أمر واحد ولكن كل واحد استخدمه الوحي ليظهر وجه من أوجه الخلاص وهذا ما سنوضحه الآن:

  • إن الرسول بولس يلخص رأيه في القول: "بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. لا من أعمال كي لا يفتخر أحد لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أفسس8:2-10). راجع أيضاً (غلاطية1:3-14 ؛ 22-29 ؛ روميه21:3-31 ؛ 1:4-14).
  • ويعقوب يلخص رأيه في القول: "فنرى أن الإيمان عمل مع أعماله وبالأعمال أكمل الإيمان… ترون إذا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان فقط …" (يعقوب22:2،24).

وبالتحليل بين الرأيين يمكننا أن ندرك أنهما متفقين تماماً ونستطيع أن نرى الآتي:
1. الخلاص هو بالإيمان الذي ينتج عنه أعمال.
2. الخلاص لا يتم بالإيمان العقلي الذي ولدنا عليه ونرى ذلك في قول يعقوب "أنت تؤمن أن الله واحد، حسناً تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون. ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت" (يعقوب19:2،20).
3. الأعمال الناتجة عن إيمان حقيقي في عمل المسيح للفداء على الصليب يثمر تلقائياً أعمالاً صالحة .. نرى هذا في قول الرسول بولس: "لا من أعمال (أي ليس من أعمالي الشخصية) كي لا يفتخر أحد لأننا نحن عمله. مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أفسس9:2).

ومن هنا نرى نوعين من الإيمان، ونوعين من الأعمال:

أولاً: الإيمان العقلي، ويتبعه الأعمال الجسدية بقوتنا وطبيعتنا.
ثانياً: الإيمان الروحي (الإيمان الخلاصي) والأعمال الصالحة الناتجة عن إيمان يخلص من كل خطية، ويجعلك خليقة جديدة.
ويعقوب يتفق في الأمر بالقول: "فنرى أن الإيمان عمل مع أعماله وبالأعمال أكمل الإيمان" (يعقوب 22:2). وملخص الأمر .. نستطيع أن نشبه الأعمال بعربات القطار، والإيمان هو جرار القطار الذي يشد وراءه عربات القطار. فالمحرك (الموتور) هو في الإيمان الخلاصي وهو عطية من الله، وبدونه لا قوة لشد عربات (أعمال).

والإيمان الذي يتحدث عنه ليس إيمان العقل الذي يمتلكه شخص ولد مسيحي أو تعلم عن المسيحية لكن هو الإيمان الذي يخلقك خليقة جديدة ويجعل تلقائياً الأشياء القديمة تنتهي ويصير الكل في داخلك جديداً ويثمر فيك أعمال صالحة.

ولك الآن آيات تشجعك على طلب هذا النوع من الإيمان .. الإيمان الخَلاَّق .. الإيمان الذي لا يدعك تبذل مجهود لتتغير بل يجعل الثمر (أعمال صالحة) تخرج منك لأنه قال "من الكنز الصالح في القلب تخرج الصالحات والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور" (متى35:12).

  • (أفسس10:2) "مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها".
  • (2كورنثوس17:5) "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة (القديمة) قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً".
  • (تيطس4:3-7) "ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه. لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد (خلق) الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية".
  • (مزمور10:51) "قلباً نقياً أخلق في يا الله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي".

السؤال الثاني: لقد سلمت حياتي للرب، وشعرت بالفعل بتغيير حقيقي في معظم جوانب حياتي. ولقد صار بالفعل عندي يقين داخلي أنني ابن لله. ولكن السؤال الذي يحيرني هو: ماذا لو سقطت في خطية بعد ذلك فأنا مازلت بشر ومعرض بالطبع للسقوط، وما هو موقفي من الخلاص، وما هو موقف الله مني؟

هذا السؤال في غاية للأهمية, وكان لابد من معرفة الإجابة فور تسليم حياتك للرب. ولكن لابد من فهم حقيقة هامة ينبغي أن لا تغيب عن أذهاننا. وهذه الحقيقة سوف نجدها بوضوح في آية في الكتاب المقدس:
(1يوحنا1:2،2) " يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا. وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً".

وبالتأمل في هذه الآية سوف نجد في هذه الحقائق بالترتيب كالآتي:

  • أن غرض الله في حياة المؤمن المولود من الله أنه يعيش حياة القداسة العملية والسلوك بتدقيق، ونرى هذا في الجزء من الآية الذي يقول: "ياأولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا".
  • أن الله يعلم أننا بشر، ويعلم بعجزنا، وأننا غير معصومين عن الخطأ، بل معرضين للسقوط في الخطية، وهذا نجده في القول: "وإن أخطأ أحد .."، نعم هو يعلم جُبلتنا.
  • ولكن نجد أن الله عنده العلاج للمشكلة. ونجده في القول: "فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا.

دعنا نتحدث قليلاً عن العلاج:
إن سقط الإنسان في زلة أو خطية ما، يستطيع أن يقول "أنا لي شفيع". وما هي معنى كلمة شفيع؟. "شفيع" يُعني "وسيط" أو "محامي". فالرب يسوع المسيح مات لأجل خطايانا ولكن أُقيم لأجل تبريرنا (أي يتشفع ويتوسط ويجعلنا أبرار أمامه مع أننا لسنا أبرار في ذاتنا) لكن هذا هو عمل الشفيع (رومية25:4).

هذا ما نسميه. الشفاعة الكفارية. وكلمة "كفارة لخطيانا" أي "غطاء أو سِتْر" لخطيانا (1يوحنا2:2).

ويوضح هذا قول الرسول بولس: "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح" (1تيموثاوس5:2). وأيضا يقول: "فمن ثمَّ يقدر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حيُ في كل حين ليشفع (يتوسط) فيهم" (عبرانيين25:7). (راجع أيضاً إشعياء12:53).

وبعد هذا التأمل من كلمة الله أريد أن أعطيك حلاً عملياً:
إذا سقطت في خطية ما، تعال فوراً للرب وصلي وأعترف بخطيتك أمامه وأنت واثق أن الرب سوف يقبل هذه التوبة لأنه هو الشفيع والذي يتوسط لأجلك على حساب دمه الذي سُفك لأجل خطاياك وهو يحامي عنك ضد كل شكاوي إبليس ضدك. دع الإحساس بالذنب يقودك للتوبة الفورية وليس للانحناء وذلك لأن لك شفيع في السماء لأجلك.

آيات تشجعك:

  • (رومية33:8) "من سيشتكي على مختاري الله. الله هو الذي يبرر".
  • (رؤيا9:12-11) "فطُرح التنين العظيم الحيَّة القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يُضل العالم كله، طُرِح إلى الأرض وطُرِحت معه ملائكته. وسمعت صوتاً عظيماً قائلاً في السماء: الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه لأنه قد طُرح المشتكي على اخوتنا الذي يشتكي عليهم أمام إلهنا نهاراً وليلاً".

وينشأ سؤال آخر.. وألا هذا يُعطي فرصة للمؤمن أن يسقط أكثر في خطايا ويتهاون في حياته لأنه يوجد شفيع لأجلنا؟
أقول كلا .. لأن شفاعة المسيح تعمل فقط إذا كان سقوط الإنسان في خطيته عفواً وليس عمداً، وأيضا إن كان الشخص يعود للرب نادم وتائب من كل قلبه. وأما إذا تهاون المؤمن في حياته دون توبة حقيقية وفورية، فلا شفاعة تعمل لأجله بل قبول تأديب ثم عقاب من الله (راجع 1كورنثوس1:5-13 ؛ يهوذا 3-7 ؛ 20-25 ؛ رؤيا7:2، 11، 17، 26 ؛ 5:3، 12، 21 ؛ عبرانيين4:6-12 ؛ 19:10-39 ؛ يوحنا27:10-30).

صلاة الخاطي للخلاص:

أيها الآب السماوي .. آتي إليك بكل قلبي وأنا أشكرك على أعظم عطية قد منحتني إياها وهي ابنك الوحيد الذي صلب لأجلي على الصليب .. آتي إليك بكل خطاياي .. وأعترف أنني خاطئ .. وأثق الآن أنك تقبلني.. آتي إليك غير متكل على إيماني الشخصي أو أعمالي الشخصية، لكن آتي متكل على محبتك ونعمتك ودفعك لديون خطاياي على الصليب. إستلمني الآن وأثق أنني بعد الصلاة أنال سلام في قلبي من عندك .. وأتغير وأصير تلميذاً لك. في اسم الرب يسوع المسيح أصلي وفي الشفاعة الكاملة استجب يا إلهي .. آمين.

بقلم: الدكتور القس نبيل أسعد