هل نحن في الأيام الأخيرة؟ ماذا عن المسيح ديان العالم؟ ماذا عن الوحش والنبي الكذاب؟
لوحة التنبؤات راهب من الرهبان من أقباط مصر سجل نبوات لأحداث العالم باللغة القبطية القديمة على هيكل كنيسة العذراء القريبة من قرية كفر داود بالوجه البحري حيث أقيم دير أثري قديم على ربوة عالية في الصحراء. كتب هذا الراهب هذه النبوات على باب الهيكل المذكور ويسميه الرهبان (لوحة التنبؤات).
النبوة الأولى: تشير إلى اضطهاد الشعب المسيحي وصبره على الآلام والمحن.
النبوة الثانية: تشير إلى خروج ذلك الشعب المسيحي من تلك الكروب منتصراً.
النبوة الثالثة: تشير إلى ظهور رسول ودين جديد.
النبوة الرابعة: تشير إلى الحروب الصليبية وأسبابها ومآلها.
النبوة الخامسة والسادسة: تشير إلي قيام حربين عظيمتين يتسبب عنها فناء لكثير من البشر وتندثر دول وتمحى مدن بأسرها من على وجه الأرض. وتحققت هاتان النبوتان بقيام الحربين العالميتين الأولى والثانية ودمار هيروشيما وناجازاكي باليابان.
النبوة السابعة:
"مستهل النصف الثاني من القرن العشرين يظهر المسيح الدجال الذي يقول بمعجزات ويتبعه أناس كثيرون ولكنه لا يلبث أن يختفي ولا يعلم أحد عنه شئ. تندلع حينئذ حرب مروعة تتطاحن فيها بضعة ممالك كثيرة تندثر إحداها وتستمر هذه الحرب "بدراً وهلالاً" أي شهر وبضعة أيام، ثم تنتهي من تلقاء نفسها بعد أن يصبح العالم في حالة احتضار ويشمل الخراب والجوع وسيكون سبب هذه الحرب شعب صغير.
بعد هذا يظهر القمر بدراً مرة واحدة حتى إذا كان أول أيام الخماسين (أي يوم شم النسيم)وعند الظهر تماماً تتوقف الأفلاك والكواكب وتهب على الأرض عاصفة سوداء ثم يحدث شئ ما ……… فيأتي المسيح حاكم الكون ثم يدين العالمين. إن الزمن يسير بحسب وتحت سيطرة كاملة من تدابير الله ونحو نتائج ونهايات واضحة. وكما يقولون أن التاريخ يعيد نفسه.
عصور أو تدابير الدهور:
يتعامل الله مع البشر منذ بداية الخليقة خلال سبع عصور أو دهور أو تدابير أو معاملات مختلفة للانتهاء بهم لأن يكون هو الكل في الكل معبودهم الأوحد كما قال الكتاب المقدس "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (متى10:4). ويصير هو الملك والحاكم الأعلى "الرب في السموات ثبت كرسيه ومملكته على الكل تسود (مزمور19:103، دانيال17:7، زكريا9:14، 1كورنثوس28:15). ويسمي الكتاب المقدس معاملات الله مع البشر "تدابير" (أفسس10:1،2:3) وأزمنتها دهور (1تيموثاوس17:1). والله يضع الإنسان مسئولاً أمامه لتتميم مشيئته في كل تدبير لكن الإنسان فشل فيها جميعاً.
1) عصر البراءة
هذا بدأ بخلق الله لآدم وحواء حيث خلقهم في حالة البراءة. وهنا حُكم الإنسان على نفسه من خلال طبيعته الطاهرة الأولى(تك28:1-30، 19:2،20). وأنتهي هذا التدبير (العصر) بسقوط الإنسان وطرده من جنة عدن، وصار الشيطان رئيس هذا العالم (يوحنا30:14).
2) عصر تدبير الضمير
(صار الضمير هو حكم الإنسان أمام الله)
يبدأ هذا التدبير بعد السقوط ودخول الخطية إلى العالم صار هنا الضمير الذي يميز بين الخير والشر. لكن فشل الضمير في حكم الإنسان والرجوع به إلى الله إذ الجميع زاغوا وفسدوا .. ليس من يعمل صلاحاً (روميه12:3) "تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم (1تيمو1:4،2) ، "إذ هم قد فقدوا الحس أسلموا أنفسهم للدعارة ليعملوا كل نجاسة في الطمع (أفسس19:4). وقد أنتهي هذا التدبير بالطوفان وحكم الله على الإنسان الفاشل تحت حكم الضمير.
3) عصر (تدبير) حكومة الإنسان
(صارت أحكام تحكم الإنسان قد وضعها الله والناس)
يبدأ هذا التدبير بعد الطوفان حيث الله أعطى أحكام يحكم بها الإنسان على الإنسان بالقول " لحماً بحياته لا تأكلوه وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط. من يد كل حيوان أطلبه . من يد الإنسان أطلب نفس الإنسان من يد الإنسان أخيه. سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه لأن الله على صورته عمل الإنسان " (تك3:9-8). ثم نرى حكومات تبدأ وتقسم في الأرض تكوين 10،ثم نمرود أراد أن يبني أول إمبراطورية ببناء برج بابل (تك8:10-10، 1:11-9). ثم نرى بدء انتخابات الله لإبرام ليصير شعباً خاصاً مقدساً له في تك12 ، ثم نرى حروب الملوك على سدوم وعمورة (تك14).
4) عصور (تدبير) الأباطرة
اختيار الأباطرة (الأباء الأولين)إبراهيم واسحق ويعقوب وتحريك الله لهم خطوة بخطوة ليصير منهم شعباً خاصاً مميزاً يحكمه الله بقوانين ويعبد الرب وحده.
بدأ هذا باختيار إبراهيم وطلب له أخرج من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك (تك1:12-3،ع8:11) ولكن فشل يعقوب بسبب المجاعة انتقل إلى مصر وعاشوا فيها ونسوا الوعد "هذه الأرض أعطيها لك ولنسلك" (أي أرض كنعان) استعبدوا حوالي 400 سنة (أعمال 2:7-6)
5) عصر تدبير الناموس
بدأ هذا بإخراج شعب الله في عبوديتهم لفرعون بيد رفيعة. أرسل لهم مخلص (موسى) ومن خلاله صار الناموس الذي هو قوانين الله الخاصة بشعبه. فقوانين الله تحكم فقط شعب الله. وفشل الإنسان تحت حكم الناموس (روميه 5:12-2:6)، (روميه12:2-15).
وكانت نهاية هذا العصر بنهاية آخر قول بالعهد القديم لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن (ملاخي6:4).
6) عصر (تدبير) النعمة
حكم النعمة على الإنسان بالروح القدس الذي يسكن في قلب المؤمن الذي قبل نعمة الله في فداء وموت الرب يسوع حيث يرشده ويبكته ويقوده ويملأه ويجعل مياه الحياة الأبدية تنبع فيه. بدأ هذا العصر بمجيء المسيح الأول وسينتهي بمجيئه الثاني حتى تكمل أزمنة الأمم ( لوقا 24:21).
وهذا العصر هو عصر الكنيسة وخلاص البشرية بدم الخروف ودستور عصر النعمة هو الكتاب المقدس والذي هو أقوال الله التي تقود وترشد وتحكم في كنيسة الله (المؤمنين) وليس للخطاة.
وينتهي هذا العصر أيضاً بفشل الإنسان.
7) عصر (تدبير) الملك الألفي
هذا يبدأ بمجيء المسيح الثاني مع قدسيه ليبيد جيوش الشيطان وينقي الأرض من الشر (هو5:3،رؤيا7،رؤ12، رؤيا19:19-21،2تيمو7:4). هذا التدبير مدته محدودة1000 عام ، يملك المسيح على كرسي داود ملكاً حرفياً على الأرض بعد تنظيفها من الشر وتجديدها (أش1:32، رؤ1:14، مزمور97،99، رؤيا4:20) ويقيد الشيطان في هذا العصر – عصر الملك السعيد. وسينتهي هذا العصر بحل الشيطان ويفشل الإنسان في نهاية هذا التدبير وينتهي بإبادة الأشرار الذين أضلهم الشيطان والذي تنزل نار من السماء لتأكل هؤلاء المحيطين بمعسكر القديسين ثم يلقى الشيطان في بحيرة النار والكبريت للعذاب الأبدي ثم يُنصب العرش الأبيض لدينونة الأشرار. هنا قد تمت دهور الأرض وأزمنتها ويبدأ الملك الأبدي السعيد بالسماء في بيت الآب وهذا ليس له نهاية حيث لا زمن يحدها أنها الحياة الأبدية.
والآن ربما تسأل قائلاً ..
ماذا أفعل لكي أخلص وأضمن الحياة الأبدية؟
تحتاج أن تعرف هذه الحقائق:
أنت خاطئ مثل كل باقي البشر لأنك ورثت خطية آدم أبونا ولأنك أخطأت كثيراً (رومية11:3،12 ؛ إشعياء6:53).
ولأنك خاطئ فأنت هالك لأن حكم وعقاب الخطية بحسب كلام الله هو هلاك أبدي وعذاب في نار لا تُطفأ ودود لا يموت (رومية23:6 ؛ رؤيا8،21).
ولأنك هالك فأنت تحتاج إلى مخلص ولأن الله عادل عدالة كاملة ومطْلقة فتحتاج إلى شخص يدفع ثمن ذنوبك عنك (يدفع كفالة) ولم يفعل ذلك إلا المسيح عن طريق موته لأجلك.
والآن إن الأمر في غاية من السهولة. فكل أمر يمكن أن يتم إذا بدأت. نعم لابد وأن تبدأ بقرار من القلب تؤمن بالمسيح الذي مات وهو قام في اليوم الثالث كما في الكتب وهو المسيح الحي الذي حمل خطاياك، وأمراضك، ولعناتك على الصليب كضحية عنك، وقام، وهو آتٍ ثانية. تعال إليه .. أقبل إليه وأسأله أن تبدأ معه علاقة جديدة وقل:
يا رب إنني أحتاج إليك .. أحتاج أن أتخلص من عبودية عدوي إبليس.. أنت وحدك الذي مُتْ بدلي على الصليب .. أنت وحدك المسيح الحي الذي تقدر أن تسمعني الآن وتحررن.. خلصني فأنت المخلص الوحيد.. أحبك يا رب ياقوتي .. آمين.
بقلم: الدكتور القس نبيل أسعد