الإفتخار بالصليب

"الله بيَّن (أظهر) محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية8:5)
عجباً من كلمات الكتاب المقدس التي تقول " حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم" (غلاطيه14:6).

عجبا .. إذ يفتخر أحد بالصليب تلك الآلة التي بها مات من يحبه ويؤمن به. ولماذا نتمسك بهذا الأمر بالذات
نعم .. إنه عجيب ولكن .. إذا عُرِفَ السبب بَطُلَ العجب إذ يقول الكتاب المقدس "إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، ولكن عندنا نحن المخلصين هي قوة الله" (1كورنثوس18:1). نعم في الصليب قوة الله الغير محدودة والغير مرئية.  نعم لقد مات المسيح
يصرح لنا الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد أن المسيح مات. فقد مات بالفعل مصلوبا على صليب من خشب (راجع .. إشعياء53 ؛ مزمور22 ؛ يوحنا19).

ولكن لماذا مات المسيح؟
1) لإظهار محبة الله:
يجيب الكتاب المقدس عن هذا السؤال قائلا "الله بَيَّنَ (أظهر) محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (روميه8:5).

لقد مات المسيح لإظهار محبه الله للبشر .. مات البار لأجل الفجار. هذا هو السبب الأول والجوهري الذي من أجله مات المسيح على الصليب. فالله – له المجد والجلال لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه أو يصل إليه، ومحبته عظيمة جداً لا حدود لها وكان لابد أن يظهر محبته للبشر خليقته وذلك تم فقط من خلال الصليب. وهكذا نقرأ في الإنجيل "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (أي حياة ليس لها نهاية في السماء)" (يوحنا16:3).

2) ليرفع اللعنة
وهكذا نقرأ في كلمة الله ".. ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس (كلام الله – الكتاب المقدس) ليعمل به، يقول الكتاب المقدس أيضاً "ليس بار ولا واحد. ليس من يعمل ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد" (روميه11:3 ،12).

وبسبب كسر الإنسان وصايا الله من أيام آدم وحواء إلى الآن صار عدل الله بالقصاص والعقاب بالموت الأبدي في الجحيم بدون رأفة. وأيضاً صار العقاب باللعنات التي سمح الله لها أن تنزل على الأرض مثل الأمراض والقتل والجرائم والوحشية والكوارث ..الخ وكل هذا بفعل الشيطان وسببه الخطية (تثنية27 ؛ 28). لذلك كان ينبغي أن يأتي المسيح.

لقد جاء المسيح ليأخذ مكان كل الفجار والخطاة في العالم إذ نقرأ في الكتاب المقدس أن "المسيح افتدانا (أي صار نائبا عنا) من لعنة الناموس (أي اللعنة التي تأتي على الناس بسبب كسر وصايا الله) إذ صار (المسيح) لعنة لأجلنا" (غلاطيه13:3). فكل من يأتي إلى المسيح وهو يصدق كلام الكتاب المقدس يخلص (أي يتخلص من اللعنات) لأن المسيح قد حمل خطايانا ولعناتنا بموت الصليب وهذا هو قمة الحب الإلهي والذي لا مثيل له بين البشر ولذلك لا يقدر أي عقل بشري أن يفهمه بل لابد أن يُقبل بالإيمان أي بتصديق ما قاله وما عمله الله لأجلنا.

3) ليحطم أعمال إبليس
نعم إبليس (الشيطان) هو العدو الوحيد للبشرية وهو عدو كل خير هو ليس أسطورة أو خيال بل هو كائن حقيقي وهو روح شرير موجود ويعمل ضد الله وضد البشر الذين يحبهم الله واسمه المُضِّل الذي يضل البشر. يخبرنا الكتاب المقدس أن المسيح جاء إلى أرضنا ومات على الصليب لكي يُحّطِّم أعمال إبليس التي عملها ضدك. تقول كلمة الله "لأجل هذا أُظهِر إبن الله (المسيح) لكي ينقض (يحطم) أعمال إبليس (1يوحنا8:3). لقد وقف المسيح مُعلما قائلا "السارق (إبليس) لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك. وأما أنا (المسيح) فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل". إن إبليس هو سارق، يسرق مالك، وصحتك، وسلام أسرتك أو ربما يسرق أولادك فيتحولون ضدك بعد أن ربيتهم. هو يبث أفكار شريرة ليقود البشر إلى الهلاك والإهلاك، وإلى الضلال والتضليل. ولكن شكراً للمسيح الحي الذي جاء ليعطى حياة. فهو يولدك من جديد ويجعلك خليقة جديدة ثم يُعَوِّض لك عن السنين التي ضاعت منك في الآلام تحت الخطية وعبودية إبليس.

والآن ربما تسأل قائلاً …
ماذا أفعل لكي أخلص وأضمن الحياة الأبدية؟

تحتاج أن تعرف هذه الحقائق …

  • أنت خاطئ مثل كل باقي البشر لأنك ورثت خطية آدم أبونا ولأنك أخطأت كثيراً (راجع .. رومية 11:3،12 , إشعياء6:53).
  • ولأنك خاطئ فأنت هالك لأن حكم وعقاب الخطية بحسب كلام الله هو هلاك أبدي وعذاب في نار لا تُطفأ ودود لا يموت (راجع .. رومية 11:3،12 , إشعياء6:53).

ولأنك هالك فأنت تحتاج إلى مخلص ولأن الله عادل عدالة كاملة ومطْلقة فتحتاج إلى شخص يدفع ثمن ذنوبك عنك (يدفع كفالة) ولم
يفعل ذلك إلا المسيح عن طريق موته على الصليب.

والآن إن الأمر في غاية من السهولة. فكل أمر يمكن أن يتم إذا بدأت. نعم لابد وأن تبدأ بقرار من القلب تؤمن بالمسيح الذي مات وهو قام في اليوم الثالث كما في الكتب وهو المسيح الحي الذي حمل خطاياك، وأمراضك، ولعناتك على الصليب كضحية عنك، وقام ليعطيك حياة النصرة. تعال إليه .. أقبل إليه وأسأله أن تبدأ معه علاقة جديدة وقل له من قلبك وبصوت مسموع هذه الكلمات:

يا رب إنني أحتاج إليك .. أحتاج أن أتخلص من عبودية عدوي إبليس.. أنت وحدك الذي مُتْ بدلي على الصليب .. أنت وحدك المسيح الحي الذي تقدر أن تسمعني الآن وتحررن.. أقبلك مخلص وفادي شخصي لحياتي .. خلصني فأنت المخلص الوحيد.. أحبك يا رب ياقوتي.. آمين.

بقلم: الدكتور القس نبيل أسعد