طريق الخلاص

ماذا أفعل لكي أخلص؟
كثيرون يحتاجون أن يعرفوا طريق الخلاص الذي عمله وتممه سيدنا المسيح – له كل المجد – على الصليب، لكن نحتاج إلى توضيح بسيط لكي نستطيع أن نضع أقدامنا على بدايته، فبداية أي أمر هي أصعب خطوة.
وفي هذا الكتاب ستجد أربعة حقائق أساسية هامة وبسيطة يمكنك أن تفعلهم فبذلك تبدأ طريق الخلاص الأبدي وتتمتع ببركات نعمة الله المجانية والحياة الأبدية (الحياة بعد الموت).

يقول الكتاب المقدس: "لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية، ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر"

(تيطس11:2-15).
اصلي أن هذا الكتاب الصغير يصير بركة لك كبيرة وبعد قراءته أشجعك أن تتصل بنا وتساعد شخص آخر تراه أنه في احتياج إلى هذه الرسالة أن يقرأه أيضاً.. ماذا افعل لكي أخلص؟
أثق أن هذا الكتاب البسيط سيصنع فرق عظيم في حياتك.

 

الحقيقة الأولى: ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟
هذا السؤال سأله سجان حارس سجن مدينة فيلبي، وكان المسئول في تلك الليلة عن جَلد ثم حراسة الرسول بولس ومعه نبي اسمه سيلا، حيث سجنوهما بتهمة أنهما يبشران بالرب يسوع المسيح كالمخلص ويبلبلان أفكار الناس (أعمال16:16-24).

ونحو نصف الليل .. حيث كان بولس وسيلا يُصَلِيان ويُسبحان الله والمسجونون الآخرون يسمعونهما، حدث فجأة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت أساسات السجن، الغريب أنه انفتحت في الحال الأبواب كلها وانفكت قيود الجميع، ولكن لما استيقظ حافظ (حارس) السجن ورأي الأبواب مفتوحة أخذ سيفه وأراد أن يقتل نفسه، لكن بولس ناداه بصوت عظيم قائلاً: "لا تفعل بنفسك شيئاً ردياً لأن جميعنا ههنا". (أعمال25:16-28) – يالها من محبة عجيبة وغريبة.
لقد رأى السجان محبة لم يراها من قبل، وربما سأل نفسه هذا السؤال: لقد جَلَدت بالعصي هذين الرجلين وصارا كلاهما مجرحين وينزفان دماً، والآن كان يمكنهما الهروب، ولكن أراهما يحبونني ويهتمان بحياتي وينقذاني من قتل نفسي. ياترى ما هذا النوع من الحب؟. يبدو أنهما قد تخلصا من الطبيعة البشرية الشريرة وتغير قلبيهما إلى أناس يمتلئون رحمة وحب وعطاء لا يوجد في قلوب البشر العاديين.

فدخل بسرعة إليهما وأخرجهما سائلاً:

ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟
يريد أن يقول لهما: "أريد أن أتخلص من طبيعيتي البشرية الشريرة الوحشية، أريد أن أتخلص من خطاياي، أريد أن أنال قلب جديد، أريد أن الأشياء القديمة والعادات الشريرة تنتهي من حياته، أريد أن امتلئ بهذا النوع من المحبة والرحمة الذي لم أراه في حياتي، أريد أن أتخلص من عذاب الضمير، أريد أن أتخلص من الخوف من الموت وما بعده ..
ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟

أجاب بولس وسيلا وقالا له إجابة بسيطة جداً غير المتوقعة منه، "آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك .. ثم كلماه وجميع بيته بكلمة الرب" (أعمال30:16، 31).

آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك
لقد سأل هذا السجان "ماذا أفعل لكي أخلص؟.. وكانت الإجابة "آمن بالرب يسوع فتخلص"

كثيراً ما نسأل ماذا نفعل لكي نخلص من خطايانا الكثيرة التي فعلناها، ونحصل على خلاص المسيح من الخطية وعبوديتها القاسية، ومن عقابها الأخير؟.
الإجابة: لا تحتاج أن تفعل شئ بل أن تؤمن.

لم يقولا له ينبغي أن تفعل هذا وتلك، ولما يخبراه بأعمال رحمة للفقراء، أو بشيء ما لكن قالا له "آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك".
إذاً فالحقيقة الأولى هي: آمن بالرب يسوع فتخلص

الحقيقة الثانية: ماذا أعمل لأرث الحيـاة الأبدية؟
هذا السؤال أيضاً سأله شاب كان رئيس من اليهود وكان غنياً جداًومثقفاً جداً لقد جاء للرب يسوع المسيح وسأله قائلاً: "ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟" (لوقا18:18).

وفي هذا السؤال نرى أمراً يستدعي انتباهنا، وهو القول "ماذا أعمل لأرث؟. والإجابة لا يوجد شئ مطلوب أن تعمله بالمرة لكي ما ترث ورثاً ما. كل ما تحتاج إليه أن تقبل هذا الورث الذي صار من نصيبك. فالميراث لا يُشترى ولا يُباع ولا يحتاج أن تفعل شيء لكي ما تتمتع به، كل ما تحتاجه هوأن تفرح بالميراث وتتمتع به وتستخدمه.

ماذا أعمــل لأرث الحيــاة الأبديـــة؟
هذا الشاب رغم من مركزه الإجتماعي وغناه الشديد إلا إنه يمتلئ قلبه بفراغ غريب جعله قلق منزوع السلام والأمان والضمان باحثاً عن أمر حياته الأبدية (أي الحياة التي بعد الموت التي ليس لها نهاية). والرب يسوع لما رآه يريد أن يعمل شيئاً لكي ما يرث الحياة الأبدية قال له عندك الوصايا العشرة التي جاء بها موسى احفظها (أي اعمل بها) "لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك .. الخ. فقال هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. مع أنه لا يوجد إنسان على الأرض استطاع أن يحفظ الوصايا العشرة حتى موسى نفسه الذي استلم لوحي الشريعة (وصايا الله)، سقط فيها ولم يقدر أن يحفظها (لوقا20:18، 21).

لكن الرب يسوع لم يُعلِّق على هذا الأمر، ولكن طلب منه شئ آخر أن يفعله، وقد حَسِبَه ذلك الشاب الغني أنه أصعب من حفظ وعمل الوصايا العشرة. لقد قال له "بع كل مالك ووزع على الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني" (لوقا22:18).
وماذا يا ترى كان رد فعل ذلك الشاب؟. ذلك الشاب الذي في سؤاله كان يبدوا أنه مستعد أن يفعل أي شئ مقابل أن يضمن أنه يرث الحياة الأبدية ولكن عندما قال له الرب "يعوزك أيضا شئ، بع كل مالك وتعال اتبعني" شعر بثقل هذا الأمر وذهب حزيناً لأنه كان غنياً جداً (لوقا22:18-23).

أحبائي .. إن ما يعطل أمر خلاصنا هو شيئين:
أولاً: نظن مثل هذا الشاب أننا نحفظ وصايا الله وأننا نستحق أن نملك الخلاص والسماء، وأننا أفضل ممن حولنا.
ثانياً: انه عندما نسمع صوت الرب لنا .. "اتبعني"، لا نطيع ولا نتوب بل نستمر في طريقنا وسلوكنا. إن المال في حد ذاته ليس خطية، ولكن محبة المال هي اصل لكل الشرور (1تيموثاوس10:6). إن محبة العالم تدفعك أن تعيش لأجل العالم، وقال الرب عنها "محبة العالم هي عداوة لله" (1يوحنا15:2).

والآن ماذا أنت فاعل؟
إن الرب يسوع دفع ثمن كل منَّا على الصليب، وأطاع حتى الموت والإهانة، ليصير فادياً (نائباً) ومخلصاً. وطلب مِنَّا أن نقبله ونقبل عمل فداءه لأجلنا.

اسمعه يقول: "أما كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه (يوحنا12:1).
والآن تحتاج أن تقف وقفة مع نفسك!

  • فَكِّر في أبديتك وفيما تعيشه الآن، وما بعد الموت!
  • فَكِّر أن الرب يسوع سيأتي مرة ثانية ليس كالفادي المصلوب بل كالديان الذي سيدين العالم كله، فرداً فرداً، كّلِّ بحسب أعماله.
  • فَكِّر في حياتك التي تعيشها هل تمتلئ بالسلام والفرح أم بالمخاوف والحزن والضيق؟
  • فَكِّر هل أنت سعيد في حياتك أم تشعر بفراغ داخلي؟
  • لا تقل لنفسك هذه هي الحياة كلها حزن، وده حال الدنيا .. كلا. إن الحياة التعسة سببها عدم دخول المسيح في حياتك بالروح القدس في علاقة حية حقيقية.

إذا فالحقيقة الثانية هي: لا تحتاج أن تعمل شيء بل أن تقبل ما عمله الرب من أجلك.

ما هي الخطوات العملية حتى أبدأ بها طريق الخلاص؟ والآن هيا بنا إلى الخطوة الثالثة.

الحقيقة الثالثة: "أعترف بالرب يسوع كالسيد والملك على حياتك، وإعترف بخطاياك ولا تكتمها أو تحاول أن تسترها" عن نفسك أو عن الله.
نعم إن الندم والتوبة بدون اعتراف الفم لا يجعلك تحصل على الخلاص أو التحرير من سلطان الخطية وعبودية حياة الماضي. لابد وأن نعترف بالفم بخطايانا بعد ندم وتوبة القلب. إن الكتاب المقدس يقول:

  • "إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات (أي أنه حي يقدر أن يخلصك ويساعدك) خلصت" (روميه9:10).
  • "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل أثم" (1يوحنا9:1).
  • "من يكتم (يخفي أو يستر) خطاياه لا ينجح، ومن يُقِّر (يعترف) بها ويتركها يُرحم" (أمثال13:28).
  • اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها" (يعقوب16:5).
  • إن أعظم مثال لحياة التوبة والاعتراف هو داود النبي الذي اعترف في مزمور51 بعد سقوطه في خطيته قائلاً: "ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك أمح معاصيَّ. إغسلني كثيراً من إثمي ومن خطيتي طهرني. لأني عارف بمعاصيَّ وخطيتي أمامي دائماً إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت، هاأنذا بالإثم صُوِّرت وبالخطية حبلت بي أمي، أستر وجهك عن خطاياي وأمح كل آثامي. قلباً نقياً أخلق فيَّ يا الله وروحاً مستقيماً جدِّد في داخلي" (مزمور1:51-10).

والآن إليك مَثَلَّيْن من كلمة الله:

  • الابن الضال: بعد أن تمرغ في الخطايا والشرور بعيداً عن بيت أبيه، يقول الكتاب المقدس: "فرجع إلى نفسه وقال … يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك. ولست مستحق أن أدعى لك ابنا …" (لوقا7:15-19). فمفتاح قبول الآب السماوي لنا هو الاعتراف بحق الرب أن يملك ويسود علينا، والاعتراف بخطايانا أمامه.
  • داود النبي بعد خطيته الشنيعة يعترف للرب أمام ناثان النبي يقول: "قد أخطأت إلى الرب، فقال ناثان (النبي) لداود: الرب أيضاً قد نقل عنك خطيتك. لا تموت" (2صموئيل13:12).

آمن الآن أن اعترافنا بخطايانا هو مقبول عند الله فقط على أساس موت المسيح عنَّا نيابة ودفع دمه كثمن لجميع خطايا العالم.

والآن قف وقفة وصلي هذه الكلمات من أعماق قلبك:
"أيها الآب السماوي.. آتي إليك بكل خطاياي.. وأعترف أنني خاطي.. فعلت الشر في عينيك.. ولقد احتملتني وأنا في شّرِّي.. أعود إليك وأتوب من كل قلبي. ربي يسوع.. أرجع إليك يا من فديت نفسي ومُت لأجلي على الصليب.. استلم حياتي يا رب.. واقبلني لأكون ابناً لك. روح الله القدوس.. حِلْ فيَّ الآن.. روح القوة والمحبة.. حتى أستطيع أن أبغض العالم وأحب الآب السماوي. إلهي.. أحبك وأتبعك.. فغيِّرني يا رب لأني عليك توكلت.. في اسم الرب يسوع وفي الشفاعة الكاملة أثق أنك استجبت وسمعت صلاتي. آمين.

والآن .. هيا إلى الخطوة الرابعة
الحقيقة الرابعة: اطرح إحساسك بالذنب جانباً وافرح حالا بفداء المسيح لك
إطرح إحساسك بالذنب بسبب ماضيك خلفك فلكي تقدر أن تتقدم في أي شيء عليك بأن تنسى تماماً كل ما مضى من هذا اليوم فصاعداً. إن أكثر الأشياء التي تعطل استمرارك في طريق الخلاص الذي بدأت، وتتمتع ببهجة الحرية من الخطية هو الماضي، الذي يتبعك أينما تذهب. لذلك بقيت أهم خطوة في طريق الخلاص ألا وهي أن تثق ثقة عمياء أن الله بعد صلاتك التي صليتها في الخطوة السابقة قد قّبِلك تماما كما أنت، ومحى كل خطاياك ولن يعود يذكرها مرة أخرى. إليك الآن بعض الآيات التي قالها الله لكي ما تشجعك أن تثق في قلبك أن الله على أساس فداء وكفارة المسيح لن يذكر خطاياك الماضية مرة أخرى.