ما هو مصيرك

"وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فتصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت" (رؤيا8:21)

ما هو مصيرك؟
هذا أهم سؤال يحتاج منك تقدير خاص وبحث دقيق لتحصل على إجابة صحيحة ومريحة. لأن هناك شيئاً ما في داخل كل إنسان يُعلن الخوف والاضطراب من المستقبل المجهول. هذا الشيء الذي يقلق كل إنسان سواء كان الإنسان يعرفه أم لا يعرفه يُدعى "الأبدية". والأبدية هي الحياة التي بعد الموت تلك الحياة التي لا تُحد بأيام ولا شهور ولا سنين.  فالأبدية قد خلقت فينا وهي تصرخ في داخلنا لتوجِد فينا الإلحاح بالبحث عن مصير المستقبل المجهول سواء في هذه الحياة أو فيما بعد الموت.  وربما نحاول أحياناً أن نُسْكت ذلك الصوت الذي في داخلنا أو نتجاهله ولكن تجده يحاصرك إنه صوت الضمير الذي غرسه الله في داخل الإنسان للتمييز بين الخير والشر، وبين الصواب والخطأ لذلك لا يكون هناك عُذر للإنسان أمام الله الديان يوم الدين.  دعونا نقرأ معاً آية من الكتاب المقدس تُوضح ما قد سبق: "(الله) صنع الكل حسناً في وقته، وأيضاً جعل الأبدية في قلبهم التي بلاها لا يُدرك (لا يفهم) الإنسان العمل الذي يعمله الله من البداية إلى النهاية" (جامعة11:3). لقد قال مودي المبشر العظيم الشهير "آه لو جلس أي إنسان خاطئ في مكان هادئ وحده ويفكر في أبديته (مصير حياته بعد الموت) لمدة خمس دقائق لخلص من خطاياه ومن الجحيم أيضاً".

عزيزي القارئ .. ربما تبحث وتفتش عن مستقبلك ومصيرك المجهولين وقد ترى أن حياتك مظلمة لا نور فيها. وتسمع في داخلك مخاوف من المجهول، والشيطان يهمس في داخلك قائلاً "طريقك مسدود .. مسدود، وأنت إنسان غير موفق في حياتك، وحظك وحش، ولا رجاء لك". وربما تسمع في داخلك ذلك الفكر أن الرب خلقك للشقاء والتعاسة أنظر إلى ماضيك، والتفت إلى حاضرك فهما يمتلئان بالشقاء والضيقات الكثيرة المتتالية وهكذا سيكون مصير مستقبلك". لكن الرب يسوع المسيح مكتوب عنه "لأجل هذا (الغرض) أُظهر إبن الله (المسيح) لكي ينقض أعمال إبليس" (1يوحنا8:3). هذا يُعني أن المسيح جاء خصيصاً ليهدم كل أعمال الشيطان المؤذية في حياتك. جاء ليُغير الصورة القاتمة والمتشائمة التي رسمتها في ذهنك عن مستقبلك ومصيرك. اسمع إن الرب يقول لك "لن تكون كما كنت ستختلف حياتك وأيضاً مستقبلك من الآن سيختلف.

والآن .. ماذا يقول الكتاب المقدس
يقول الكتاب المقدس "وأما السموات والأرض الكائنة الآن فهي مخزونة (محفوظة) للنار وإلى يوم الدين وهلاك الناس الفجار، لكنه يتأنى علينا (ينتظر علينا) وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة" (2بطرس7:3-10). بالطبع الحياة التي نحياها تمتلئ بالمتاعب والضيقات والأزمات الكثيرة وهذه حقيقة نعيشها، ولكن اسمع قول السيد المسيح "أتيت لكي ما تكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يوحنا10:10)، أي أن المسيح قد جاء لكي يغير مستقبلك. بالطبع هذه حقيقة أيضاً. فكما أن الحياة التي نحياها تمتلئ بالضيقات والأزمات إلا أن المسيح جاء لكي ما يصير الطريق للحياة لكل من يؤمن بها ولكي ما يضئ حياة كل إنسان يُقبل إليه. وفي هذه النبذة سوف نساعدك على بدء الطريق نحو مستقبل ومصير رائع ومبارك.

حقيقة الموت ..
نعم إن الموت هو حقيقة أيضاً. إن يد الموت تمتد ولا ترحم بشر وكما مات من هم قبلنا سنموت نحن أيضاً. سوف يأتي اليوم الذي فيه سنتقابل مع رب العرش، الرب الديان العادل. وسوف نسمع صوت الأبدية يقول "أعطي حساب وكالتك"، أي ماذا عملت وكيف عشت حياتك على الأرض؟.

إن الرب يسوع المسيح يحبك، فلقد جاء وولد من القديسة العذراء مريم – ميلاداً عذراوياً – بدون زرع بشر وقد عاش على أرضنا بلا خطية ولا غش. ولقد كان يتحنن على الجميع والمحتاجين ، إلى شفاء شفاهم، والعمي أعطاهم البصر والموتى أقامهم وأعطاهم حياة، والعرج صاروا يمشون، والصم صاروا يسمعون، فلقد غيَّر مستقبل كثيرين وجعل مستقبلهم مضيء وهو مازال يغير حياة الملايين ويضيء. ففي إنجيل مرقس الإصحاح الخامس ترى قصة امرأة نازفة دم لمدة أثنى عشر سنة. ولقد صرفت كل معيشتها (أي كل ما تملك) على الأطباء وفقدت بهجة صحتها وانحنت من المرض، وكانت مخاوف في داخلها قائلة لها "سوف يكون مستقبلك مثل ماضيك ومثل حاضرك".

لكن جاء المسيح وسمعت عنه فجرت عليه وقالت ولو لمست هُدب (طرف) ثيابه شفيت. ولقد كانت المفاجأة !! ألتفت الرب يسوع وقال "من لمسني؟ .. لأن قوة خرجت مني". نعم قوة روحية خرجت من الرب يسوع فشفت تلك المرأة في الحال. إن إيمان هذه المرأة شفاها لقد تغيرت الصورة القاتمة لمستقبلها ورجعت لها صحتها. وعادت إلى بيتها فرحة وإلى زوجها وأولادها. نعم المسيح يغير مستقبلك الآن إلى حياة مجيدة ويسدد كل احتياج عندك. فيوجد اليوم ملايين في العالم قد غير الرب حياتهم مثل هذه المرأة وربما رأيت أحدهم في وقت ما من عمرك الماضي أو ربما واحد منهم يعيش بالقرب منك في بيتك أو في محيط عملك. وربما تستعجب وتقول كيف تغير حال هذا الشخص في الحال؟ وربما سمعته يقول لك "المسيح غيرني أو خلصني أو ولدني من جديد". نعم مازال المسيح يحرر، هذه هي الحقيقة التي لابد أن تفهمها وتبحث عنها لأنها هي السر الحقيقي في تغيير مستقبلك للأفضل وضمان الأبدية (الحياة التي بعد الموت).

لكن ماذا بعد الموت
قد يخبرك الشيطان أن الله ظالم خلقك للتعاسة وللشقاء وفي النهاية أعد لك نار والجحيم. نعم أن يد الموت لا ترحم إنسان طفل كان أو شيخ، رجل كان أو امرأة، كبير كان أم صغير، غني كان أم فقير، متعلم كان أو جاهل.

يخبرنا الكتاب المقدس عن آدم إنه عاش 930 سنة ولكن بعدها يقول ومات. وعن متوشالح 969 سنة هذا الذي عاش أطول عمر في الأرض ولكنه في النهاية يقول "ومات" نعم إن كلمة الموت كلمة مفزعة، والفراق شئ لا يحتمل، لكن الكتاب المقدس هو الوحيد الذي وصف ما هو بعد الموت. نعم لقد وصف مصيرك الأبدي (أي الذي ليس له نهاية) قائلاً "وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة (العقاب) (عبرانيين27:9). نعم العذاب الأبدي ليس لحظة بل كل لحظة إلى ما لا نهاية وفيه يصعد دخان عذاب الأشرار إلى أبد الآبدين.

سيعطي الله أجسام خاصة للخطاة وأخرى للأبرار:
هل تعلم أن الله سيعطي للخطاة أيضاً أجسام تحتمل العذاب الأبدي الذي لا نهاية له لأن هذا الجسد لو ألقى في النار سيحترق ويتحول إلى رماد كما سيعطى للأبرار أجسام ممجدة نورانية لتتحمل المجد السماوي الأسنى وأن صدقنا أو لم نصدق فهذا سيحدث إن الشيطان كل يوم يورد إلى الهاوية أناس عاشوا وماتوا في خطاياهم لم يكون لله حساب في حياتهم.

عربون العذاب الأبدي:
المسيح يقدم محبته ورحمته لك الآن كعربون المحبة حتى يأخذك إلى سماء مجده فهو لا يريد لك العذاب الأبدي ولكن الله عادل لا يستطيع أن يتعامل مع الإنسان في شروره ولكن يعطي الرب للعالم الشرير عربون الدينونة الأبدية (العقاب) أي مقدم العذاب الأبدي الذي سينالونه بعد الموت يوم الدين.

ففي عام 1902 عم الظلام الدامس جزيرة سانت بيار – بقرب أمريكا -والرب أمطر عليها نار وكبريت ، وكتبوا عهنا انه مات 30 ألف نسمة في خلال نصف ساعة ، وهذا عربون فقط للدينونة. هذه النفوس التي احترقت سوف تقابلها الدينونة الحقيقية في نار لا تطفأ ودود لا يموت هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.

وفي نفس العام 1902 انقلبت مدينة مونت بلي ودفن نحو 400 ألف نسمة وهم أحياء.
ثم في عام 1908 دمرت مدينة مرسيليا الإيطالية وكانت تحسب آية في الجمال ودفن تحت الأرض نحو84 ألف وهم أحياء وهل تعلموا أن أهل هذه المدينة تحدوا الله في جريدتهم الرسمية قائلين " أن كنت موجود يا رب أعمل هزة أرضية وبعد ثلاثة ساعات من طلبتهم استجاب الله لهم بهزة أرضية فمات منهم 84 ألف نسمة ، هذا عربون الدينونة .. فكم تكون الدينونة نفسها؟

إن لم تتوبوا فجميعكم تهلكون:
"أخبر قوم الرب يسوع عن الجليلين الذين خلط بيلاطس (الوالي الروماني) دمهم بذبائحهم، وعن ثمانية عشر شخص آخرين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم" ..
قال الرب يسوع لهم: "أتظنون أن هؤلاء كانوا مذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين في أورشليم؟. كلا بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون". ((لوقا 1:13-5).

عزيزي أن كان هذا مصير الأشرار لكن شكراً للرب يسوع المسيح حمل الله الوديع والذي يُدعى كبش الفداء الذي جاء ليموت بدلنا ويحمل عقابنا وليعطينا تذكرة مفتوحة للدخول إلى أمجاد السماء وليس إلى نار الجحيم. إن كان الكتاب يخبرك أنه بعد الموت هناك عقاب ودينونة وجحيم فهذا للأشرار ولكن جاء المسيح لكي ما يأخذ مكان عقابك ولتطلق أنت حر إلى الأمجاد لا تصدق كلام الشيطان صدق كلام الكتاب المقدس فقال المسيح أتيت لتكون لهم حياة وليس هلاك وليكون لهم أفضل (يوحنا10:10). مستحق الرب صدقوني يا أعزائي مستحق الرب يسوع أن ننسى كل أمور العالم ونترك كل ما يشغلنا في الأرض ونلتصق به. مستحق الرب يسوع أن ننسى أنفسنا ونحبه من كل القلب. مستحق الرب يسوع أن يملك على كل جانب من جوانب حياتنا.

والآن ربما تسأل قائلاً ..
ماذا أفعل لكي أخلص وأضمن الحياة الأبدية ؟

تحتاج أن تعرف هذه الحقائق:

  • أنت خاطئ مثل كل باقي البشر لأنك ورثت خطية آدم أبونا ولأنك أخطأت كثيراً (راجع .. رومية11:3،12 ؛ إشعياء6:53).
  • ولأنك خاطئ فأنت هالك لأن حكم وعقاب الخطية بحسب كلام الله هو هلاك أبدي وعذاب في نار لا تُطفأ ودود لا يموت (رومية23:6 ؛ رؤيا8،21).
  • ولأنك هالك فأنت تحتاج إلى مخلص ولأن الله عادل عدالة كاملة ومطْلقة فتحتاج إلى شخص يدفع ثمن ذنوبك عنك (يدفع كفالة) ولم يفعل ذلك إلا المسيح عن طريق موته لأجلك.

والآن إن الأمر في غاية من السهولة. فكل أمر يمكن أن يتم إذا بدأت. نعم لابد وأن تبدأ بقرار من القلب تؤمن بالمسيح الذي مات وهو قام في اليوم الثالث كما في الكتب وهو المسيح الحي الذي حمل خطاياك، وأمراضك، ولعناتك على الصليب كضحية عنك، وقام ليعطيك حياة النصرة.

تعال إليه .. أقبل إليه وأسأله أن تبدأ معه علاقة جديدة

عزيزي
الأمر يحتاج منك أن تأخذ قرار التوبة فالتوبة هي مفتاح الفرج وتبدأ مع الرب علاقة حقيقية بالصلاة المكتوبة أسفل هنا، ثم ابدأ بقراءة الكتاب المقدس – ابدأ أولاً بالعهد الجديد ثم أذهب إلى أقرب كنيسة بالنسبة لك والباقي سيعينك الرب به بنعمته الغنية فهو "إله كل نعمة".

أيها الرب يسوع .. يا من مت بدلي على الصليب لتحمل خطاياي وعقابي .. أتوب إليك من كل قلبي ولا اقسي قلبي .. أثق في محبتك العظيمة لي التي لا ولن تتغير .. اقبلني كإبن وغيرني بنعمتك .. نعم أحبك من كل قلبي .. علمني كلامك وأجعله لذتي .. والآن أقبلك في قلبي مخلصاً وفادياً شخصياً لحياتي .. أمين.

بقلم: الدكتور القس نبيل أسعد